مسقط- الرؤية
استعرضت مدينة السلطان هيثم النموذج الأولي للعمود الذكي، من خلال جناح وزارة الإسكان والتخطيط العمراني المشارك في معرض كومكس العالمي للتكنولوجيا، في خطوة تمثل نقلة نوعية في مسيرة السلطنة نحو المدن الذكية. ويضع هذا الابتكار أسس بنية أساسية متطورة متعددة الوظائف، توظّف أحدث التقنيات لخدمة المجتمع، ودعم النمو الاقتصادي، وحماية البيئة، بما يرسخ مكانة المدينة كنموذج وطني رائد للمشاريع الحضرية المستقبلية.
ويشكل العمود الذكي بنية أساسية متعددة الوظائف تُجسّد مفهوم المدينة العصرية، إذ يدمج بين أحدث تقنيات الأمن والاتصال والاستدامة في منظومة واحدة. ويضم العمود الذكي كاميرات مراقبة بزاوية 360 درجة مدعومة بالذكاء الاصطناعي للتعرف على الوجوه ورصد الأجسام المتحركة وتحليل البيانات بشكل فوري، إلى جانب شاشة رقمية تُعرض عبرها المعلومات العامة والبيانات البيئية والإعلانات التجارية، كما يتضمن مكبرات صوت للإعلانات والتنبيهات تتيح تواصلًا مباشرًا مع الجمهور، فضلًا عن نقاط وصول لشبكة الوايفاي ومُكرّرات لشبكة الجيل الخامس (5G) لتوسيع نطاق الاتصال في الأماكن العامة.
وإلى جانب ذلك، يحتوي العمود على مستشعرات بيئية متقدمة لقياس جودة الهواء والرطوبة ودرجات الحرارة بما يعزز الصحة العامة، ومستشعرات حركة للإضاءة الذكية التي تعمل تلقائيًا لترشيد استهلاك الطاقة، ويكتمل المشهد بزر طوارئ يربط الأفراد مباشرة بالجهات المختصة في الحالات الحرجة، ليشكل العمود الذكي قيمة مضافة تعكس التقاء التقنية مع خدمة المجتمع وتعزيز جودة الحياة.
وأكد المهندس مقبول البلوشي مدير تقنية المعلومات للمدن المستقبلية بالمكتب التنفيذي لمشاريع المدن المستقبلية بالوزارة، أن الوزارة ستبدأ بتطبيق مشروع الأعمدة الذكية في المرحلة الأولى من مدينة السلطان هيثم، حيث ستُربط مباشرة بمركز العمليات والتحكم لمتابعة البيانات والخدمات بشكل لحظي، مما يعزز من الأمان ويضمن التشغيل بكفاءة عالية".
وأضاف أن المرحلة القادمة ستشهد إنشاء مركز البيانات الموحّد للمدينة، الذي سيشكل المركز الرئيسي للربط الإلكتروني وتبادل البيانات الآمن بين مختلف المؤسسات، إلى جانب اعتماد أنظمة تنبؤية للكشف المبكر عن الأعطال والاستجابة السريعة للطوارئ، بما يرفع جاهزية المدينة ويجعلها نموذجًا وطنيًا متكاملاً للمدن الذكية.
ويأتي استعراض العمود الذكي كخطوة محورية تؤكد التزام السلطنة بتبني الحلول الذكية التي تعزز تنافسية الاقتصاد الوطني، وتحقق الاستدامة البيئية، وتوفر حياة عصرية أكثر أمانًا وجودةً للمجتمع، وبذلك يشكل هذا الابتكار ركيزة أساسية في مسيرة مدينة السلطان هيثم لتصبح مدينة المستقبل الذكية التي تجمع بين التكنولوجيا والإنسان والبيئة في منظومة حضرية متكاملة.